همسات في أذن سائر
اللهم اجعلنا ممن يسيرون على الطريق الصحيح وثبتنا عليه واغفر لنا زلاتنا وأعفو عنا إنك ولي ذلك والقادر عليه
هو طريق صعب .. مليء بالمنعطفات والمزالق .. يَتعَبُ السائر فيه .. بل في أحيانٍ منه يشرف فيه على الهلاك .. كثيرٌ هم الذين ساروا فيه وتوقفوا في أوله أو منتصفه أو حتى في آخره .. يبدأه الإنسان وهو يعلم ما سيواجهه وما سيلاقيه .. بل يمشي فيه ويرى المتوقفين على جنباته بل والناكصين .. ومع ذلك يواصل السير حثيثاً فيه .. لأنه طريق يوصل إلى جنة عرضها السموات والأرض .. هو طريق أمرنا الله عز وجل أن نسلكه حيث قال (أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) يقول الشيخ ابن سعدي رحمه الله عند تفسير هذه الآية: ( أي فللدين القويم والصراط المستقيم الذي أنزل الله به كتبه وأرسل رسله فادع إليه أمتك وحضهم عليه وجاهد عليه من لم يقبله واستقم بنفسك. فأمره بتكميل نفسه بلزوم الاستقامة وبتكميل غيره بالدعوة إلى ذلك، ومن المعلوم أن أمر الرسول أمر لأمته إذا لم يرد تخصيص له) انتهى كلام الشيخ بتصرف... وقد حث عليه الحبيب عليه الصلاة والسلام بقوله (بلغوا عني ولو آية)..
هل عرفت أخي هذا الطريق؟؟ إنه طريق الدعوة إلى الله عز وجل .. ولن أستعرض في هذه السطور فضائل الدعوة إلى الله فهي معلومة وكثيرة .. ولكن هذه كلمات أهمس بها في أذن كل من بدأ المسير على هذا الطريق..
-
اعلم أخي السائر .. أنك ستسير في طريق كئود .. ولئن فرش لك بالورود في بعض أجزائه .. فإنه سيفرش بالشوك في أجزاء أخرى .. فاصبر على عقبات الطريق وليكن قدوتك في ذلك النبي عليه الصلاة والسلام .. فلكم صبر على أذى قومه وتعذيبهم وصدهم عنه..
- أخي السائر .. إن أكثر ما يهتم به السائرون هو زادهم .. فلو فقدوه أو تناسوه أو تجاهلوه فقد حكموا على أنفسهم بالهلاك .. ولا يتصور أن يسافر أحدٌ دونما زاد يبلغه المسير .. فاحرص أخي على زادك . احرص على زاد الإيمان والأعمال الصالحة .. واحرص على زاد العلم النافع .. واعلم أن هذين الزادين هما من سيثبتانك –بإذن الله- على هذا الطريق الصعب.
- أخي السائر .. كثيرة هي تلك العواصف والرياح القوية التي تعترض السائرين .. فربما حرفتهم عن الطريق الصحيح ولربما نكستهم ومنعتهم من إكماله .. فاحذر من العواصف والفتن التي قد تعترضك في مسيرك .. وعليك بالجبال الرواسي التي تعينك على مقاومة هذه الأعاصير .. نعم عليك بالعلماء الربانيين الراسخين الذين يوضحون لك الطريق ويثبتونك عليه ..
- أخي السائر .. عليك بصحبة من يعينونك على قطع الطريق .. ويسهلون ذلك لك ويساعدونك على تخطي العقبات والمصاعب .. واحذر من المخذلين الذين يستسلمون من أول مشكلة تواجههم وتقف في طريقهم .. فالله الله بالصحبة الصالحة ..
- وأخيراً أخي السائر .. إن سيرك في طريق الدعوة لا ينتهي حتى آخر لحظات حياتك .. ولذا فإنك قد لا ترى نتائج سريعة لسيرك .. ولكن تأكد أن هناك نتائج لابد أن تظهر ولو بعد حين ..
اللهم اجعلنا ممن يسيرون على الطريق الصحيح وثبتنا عليه واغفر لنا زلاتنا وأعفو عنا إنك ولي ذلك والقادر عليه .. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين ...
(c) WahdaCo
- Créé à l'aide de Populus.
Modifié en dernier lieu le 15.09.2010-
Déjà 3146 visites sur ce site!