لا يكاد يمر علينا يوم إلا و نسمع عن تسجيل حالات جديدة من الإصابة بنوع جديد من الفيروسات في أنحاء العالم المتفرقة، فبعدما بدأ ظهور فيروس أنفلونزا الخنازير أو كما أسموه أتش1 أن1 في المكسيك و أمريكا الشمالية، انتشر ليشمل 94 بلدا منها بلدنا الحبيب، مسجلا إلى حد الساعة ما يزيد عن 44000 حالة إصابة و 180 حالة وفاة، فما هي إنفلوانزا الخنازير؟ و كيف يصاب المرء بهذا المرض؟ و كيف يمكن للمرء حماية نفسه من انتقال المرض إليه؟ كل هذه الأسئلة و غيرها تجيب عليها منظمة الصحة العالمية، و في المقابل نضع بعض الحقائق و التساؤلات التي تبين مدى انخداع الناس بهذا الهلع المصطنع من طرف بعض السماسرة الذين لهم المصلحة الكبرى في الدعاية المجانية، و إعادة نفس تجربة أنفلونزا الطيور و انطلائها على الناس.
نبدأ بذكر الأسئلة و الإجابات التي ذكرت منظمة الصحة العالمية في موقعها الرسمي1:
ما هي أنفلونزا الخنازير؟
أنفلونزا الخنازير مرض تنفسي حاد وشديد الإعداء يصيب الخنازير ويسبّبه واحد أو أكثر من فيروسات أنفلونزا الخنازير من النمط A. ويتسم هذا المرض، عادة، بمعدلات مراضة عالية ومعدلات إماتة منخفضة (1�� وينتشر الفيروس المسبّب للمرض بين الخنازير عن طريق الرذاذ والمخالطة المباشرة وغير المباشرة والخنازير الحاملة للمرض العديمة الأعراض. ويُسجّل وقوع فاشيات من هذا المرض بين الخنازير على مدار السنة، مع ارتفاع نسبة حدوثها في موسمي الخريف والشتاء في المناطق المعتدلة المناخ. وتميل كثير من البلدان إلى تطعيم أسراب الخنازير ضد هذا المرض بشكل روتيني.
وتنتمي فيروسات أنفلونزا الخنازير، في معظم الأحيان، إلى النمط الفرعي H1N1، ولكنّ هناك أنماطاً فيروسية فرعية تدور أيضاً بين الخنازير (مثل الأنماط الفرعية H1N2 و H3N1 و H3N2). ويمكن أن يُصاب الخنازير كذلك بفيروسات أنفلونزا الطيور وفيروسات الأنفلونزا البشرية الموسمية وفيروسات أنفلونزا الخنازير. وكان البعض يعتقد أنّ البشر هم الذين تسبّبوا أصلاً في إدخال النمط الفيروسي H3N2 بين الخنازير. ويمكن أن يُصاب الخنازير، في بعض الأحيان، بأكثر من فيروس في آن واحد، ممّا يمكّن جينات تلك الفيروسات من الاختلاط ببعضها البعض. ويمكن أن يؤدي ذلك الاختلاط إلى نشوء فيروس من فيروسات الأنفلونزا يحتوي على جينات من مصادر مختلفة ويُطلق عليه اسم الفيروس "المتفارز". وعلى الرغم من أنّ فيروسات أنفلونزا الخنازير تمثّل، عادة، أنواعاً فيروسية مميّزة لا تصيب إلاّ الخنازير، فإنّها تتمكّن، أحياناً، من اختراق الحواجز القائمة بين الأنواع وإصابة البشر.
ما هي آثار هذا المرض على صحة البشر؟
لقد تم الإبلاغ، من حين لآخر، عن وقوع فاشيات وحالات متفرقة من العدوى البشرية بأنفلونزا الخنازير. وتتساوق الأعراض السريرية لهذا المرض، عادة، مع أعراض الأنفلونزا الموسمية، غير أنّ نطاق السمات السريرية المُبلغ عنها يتراوح بين عدوى عديمة الأعراض والتهاب رئوي وخيم يؤدي إلى الوفاة.
وقد تم، بسبب تشابه السمات السريرية النمطية لأنفلونزا الخنازير التي تصيب البشر مع الأنفلونزا الموسمية وغيرها من أنواع العدوى الحادة التي تصيب السبيل التنفسي العلوي، الكشف عن معظم الحالات بمحض الصدفة بفضل أنشطة ترصد الأنفلونزا الموسمية. ومن المحتمل أنّ الحالات المعتدلة أو العديمة الأعراض قد فلتت من عملية الترصد ولم يُكشف عنها؛ وعليه فإنّ الحجم الحقيقي لهذا المرض بين البشر لا يزال مجهولاً.
كيف يُصاب المرء بهذا المرض؟
يكتسب البشر هذه العدوى، عادة، من الخنازير، غير أنّه لم يتبيّن، في بعض الحالات البشرية، وجود تعامل مع الخنازير أو بيئات تعيش فيها تلك الحيوانات. وسُجّل، في بعض الحالات، سراية العدوى بين البشر ولكنّها ظلّت محصورة بين أشخاص خالطوا المصابين عن كثب وبين مجموعات محدودة.
ماذا عن مخاطر الجائحة؟
من الأرجح أن لا يكون لدى معظم الناس، ولاسيما أولئك الذين لا يتعاملون مع الخنازير بانتظام، أيّة مناعة ضد فيروسات أنفلونزا الخنازير يمكنها وقايتهم من العدوى. وإذا تمكّن فيروس أنفلونزا الخنازير من السراية بين البشر بفعالية، فسيصبح قادراً على إحداث جائحة. ومن الصعب التنبؤ بالآثار التي قد تخلّفها جائحة من هذا القبيل. ذلك أنّ آثارها تعتمد على فوعة الفيروس ومستوى المناعة الموجودة لدى الناس والحماية الشاملة التي تضمنها المستضدات المكتسبة من العدوى بالأنفلونزا الموسمية والعوامل الخاصة بالأثوياء.
ما هي الأدوية المتوفرة لعلاج هذا المرض؟
تمتلك بعض البلدان أدوية مضادة للفيروسات لمكافحة الأنفلونزا الموسمية وتلك الأدوية قادرة على توقي ذلك المرض وعلاجه بفعالية. وتنقسم تلك الأدوية إلى فئتين اثنتين هما: 1) الأدمانتان (الأمانتادين والريمانتادين، 2) مثبّطات نورامينيداز الأنفلونزا (الأوسيلتاميفير والزاناميفير).
والجدير بالذكر أنّ معظم حالات أنفلونزا الخنازير التي أُبلغ عنها سابقاً شُفيت تماماً من المرض دون أيّة رعاية طبية ودون أدوية مضادة للفيروسات.
وتطوّر بعض فيروسات الأنفلونزا مقاومة إزاء الأدوية المضادة للفيروسات، ممّا يحدّ من نجاعة التوقية الكيميائية والعلاج. وقد تبيّن أنّ فيروسات أنفلونزا الخنازير التي تم عزلها من الحالات البشرية التي وقعت في الولايات المتحدة الأمريكية مؤخراً أبدت حسّاسية حيال الأوسيلتاميفير والزاناميفير ولكنّها أظهرت مقاومة تجاه الأمانتادين والريمانتادين.
وهناك ما يكفي من المعلومات لإصدار توصية بشأن استعمال الأدوية المضادة للفيروسات في توقي وعلاج العدوى بفيروس أنفلونزا الخنازير. ولا بدّ للأطباء اتخاذ القرارات في هذا الشأن استناداً إلى التقييم السريري والوبائي والوزن بين الأضرار والمنافع المرتبطة بخدمات التوقية/العلاج التي تقدم للمريض. وفيما يخص فاشية أنفلونزا الخنازير التي تنتشر حالياً في الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك توصي السلطات الوطنية والمحلية باستخدام الأوسيلتاميفير والزاناميفير لعلاج وتوقي المرض بالاستناد إلى خصائص الحساسية التي يبديها الفيروس.
كيف يمكنني حماية نفسي من اكتساب أنفلونزا الخنازير من أناس مصابين بالعدوى؟
إنّ حالات أنفلونزا الخنازير التي سُجلت في الماضي بين البشر كانت معتدلة عموماً، ولكن من المعروف أنّ تلك العدوى تسبّبت في وقوع مرض وخيم مثل الالتهاب الرئوي. غير أنّ السمات السريرية التي تطبع الفاشيات التي ظهرت في الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك مختلفة عن ما سُجل من قبل. ولم يظهر على أيّة حالة من الحالات المؤكّدة في الولايات المتحدة الشكل المرضي الوخيم وقد شُفي المصابون من المرض دون أيّة رعاية طبية. أمّا في المكسيك فإنّ التقارير تشير إلى أنّ بعض المرضى أُصيبوا بالشكل المرضي الوخيم.
بعدما قدمنا أكثر الأسئلة المطروحة عن هذا المرض نأتي على ذكر بعض الحقائق و الأرقام التي تبين بجلاء مدى انطلاء الخدع المتتالية علينا، واحدة بعد الأخرى دون أن ننتبه، و نلدغ من نفس الجحر مرة بعد أخرى
و لتوضيح ذلك يقول الكاتب في الشأن المحلي بموقع إسلام أون لاين، هشام سليمان: ليعلم القراء أن الأنفلونزا العادية تصيب سنوياً ما يتراوح بين 25 مليونا و50 مليونا في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها، يدخل منهم ما يتراوح بين 150 ألفا و200 ألف المستشفيات، ويتوفى بسببها ما يتراوح بين 30 ألفا و40 ألف مريض.2
ثم يقول أيضا: إنني أدعوكم الآن لكي تدركوا حجم الخديعة أن تدخلوا على الموقع الإلكتروني لمنظمة الصحة العالمية لقراءة آخر تحديث للإحصاءات المتصلة "بالوباء" الرهيب، وهنا من بين الأرقام سوف تجدون أن عدد الوفيات بأنفلونزا الطيور 261 نفسا في العالم كله منذ تفشي "الوباء" حتى 15 مايو 2009.. أي والله 261 حالة وفاة فقط، أي أقل من وفيات طائرة واحدة خرت من عل3.
و للإشارة فقد سبق أن أوضح الكاتب فيما سبق أن كل ما يحدث من هلع عن أنفلونزا الخنازير ما هو إلا إرهاب سياسي هدفه هو الكسب المادي، فقد تم الترويج لعقار "تامي فلو" على أنه طوق النجاة في بحر الوباء العاتي، ولا زال الحديث متصلا عن عنه باعتباره هو المنقذ من وباء أنفلونزا الخنازير أيضا.
سعر سهم شركة جي ليد Gilead المنتج الأصلي لعقار Tamiflu والتي تحتفظ بحق تحصيل 10�#1605;ن مبيعات وتسويق العقار كان مطلع عام 1994م لا تساوي قيمته أكثر 75 سنتا، وظل يصعد ويهبط حتى وصلت قيمته بعد عشر سنوات دولارا، ثم مع استعار هوجة أنفلونزا الطيور تجاوز سعره منتصف العام 50 دولارا.
نذكر أيضا أن دونالد رامسفيلد وزير الدفاع في عهد جورج بوش الابن كان منذ عام 1997 وحتى عام 2001م رئيس مجلس إدارة شركة جي ليد، وتركها عندما تقلد الوزارة في أول ولاية بوش، ولا يزال مالك نصيب الأسد من أسهم الشركة.
و أشار في آخر الجزء الأول من المقال إلى حجم الاستثمار العالمي في صناعة الأدوية: يا قوم "حجم تجارة الأدوية يصل لنصف تريليون دولار أمريكي، وحجم الأموال التي تتداول في الرعاية الصحية الشاملة يتجاوز التريليون والنصف"4.
و قد كتب كبير الأطباء في المركز القومي لأمراض الكبد والأمراض المتوطنة المصري الأستاذ الدكتور عمران البشلاوي في صحيفة المصري اليوم المصرية (18-5-2009) والتي جاء فيها نصا وحرفا: "نحن ها هنا في مصر لا توجد لدينا أنفلونزا في شهور الصيف.. وعليكم الرجوع إلى سجلات وزارة الصحة، فالصيف في مصر أمراضه كالتيفود الذي ينتقل بالذباب والإسهال والرمد الصديدي!! أما مؤامرة معامل الحامض النووي والفيروسات والشركات العملاقة المتعددة الجنسيات والعابرة للقارات، التي تمتلك هذه المعامل، فهي تمثل أخطر تهديد للأمن القومي المصري، بل للأمن الغذائي.. إن إنشاء منظمة صحة إفريقية عربية ملحقة بالاتحاد الإفريقي.. سوف يرحم الدول الإفريقية من هذه المافيا الخطيرة الرهيبة"5.
و قام السيد هشام سليمان بجرد بسيط لمعدل الوفيات بالنسبة للأنفلونزا الطيور و قارنها بأنفلونزا الخنازير فوجد أن معدل الوفيات في الأولى يزيد عن 61 بالمائة، فيما لا يتجاوز في الأخيرة 0.7 بالمائة، و تساءل عن سبب تهويل الأمر بهذه الصورة دون أن يجد الإجابة الشافية، ثم أدرج جواب الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة المصري عندما سئل "هل ترى أنه تم تضخيم موضوع أنفلونزا الخنازير عالميا؟"6.
أجاب بنعم، مقررًا "ولا أعرف السبب"، ومتسائلا: "أنا مش عارف الهيصة دي كلها على إيه.. ولا توجد لدي أسباب واضحة"!!
ثم واصل استدلالاته على هذه المؤامرة بالتذكير على أنها ليست المرة الأولى التي يطل فيها هذا المرض و يصيب الناس، فقد سبق و أن ضرب بقوة سنة 1976 و تمت تسميته: "جائحة أنفلونزا الخنازير العظمى" أو الوباء الذي لم يكن7، فبعد شهرين من اكتشاف المرض في جندي أمريكي، تم إعلان وزير الصحة وقتها بيانا على الملأ جاء فيه "هناك دليل على أن جائحة كبيرة سوف تقع الخريف المقبل، الاحتمالات تشير إلى أن الفيروس سوف يقضي على مليون أمريكي عام 1976م"8.
و في الختام أقول لمن أراد زيادة الاستفادة حول هذا الموضوع أن يرجع إلى الروابط التي جمع منها هذا الموضوع، لأن فيها الكثير من المعلومات التي لم ندرجها في موضوعنا هذا خشية الإطالة، داعين الله عز و جل أن يجنب جميع المسلمين من كل سوء و مكروه، و أن يشفي مرضى المسلمين، إنه هو السميع المجيب
(c) WahdaCo
- Créé à l'aide de Populus.
Modifié en dernier lieu le 15.09.2010-
Déjà 3141 visites sur ce site!